أغنية العالَمَين
قصائد للشاعر الكولومبي وليام أوسبينا
ترجمة: محمد العربي غجو
وليام أوسبيناهو النهار في أوروبا
لكنه الليل في إفريقيا
هو الزمن شمال البحر
لكنه الخلود جنوبه
الشعوب البيضاء المصنعة
وهي تصنع مجد الإنسان
السهام السوداء المعروقة
وهي تحرس القمر الأحمر
الصخور البيضاء
التي تشبه الحوريات
وهي ترقص في الثلج
ضفائر الذهب،
الجلود المخطوطة،
المخلوقات ذات الأعناق الطويلة
كما لو في الحلم
الأرق ليلا شمال البحر
القيلولة ظهرا جنوبه
العقل يدرس المطر
هناك في الشمال
ويفك لغز الرعود
وراقصون هناك يولدون المطر
في الجنوب في الجنوب الطبول
تبتكر الرعود
حب أبناء النسر
في حد السهم
ها هو قلب العصفور لا يُرى
في صفحة المجذاف
ها هو الماء لا يُرى
حول أنف الأيل
ها هي أيضا لا تُرى
موجات البركة وهي ترتعش
في شفاهي
ها هي شفاهك لا تُرى
الزعيم سيوكس
إلى خيراردو ريفيرا
مخلوقات الأرض
هي الهواء والبحر
والسهول التي لا تتعب
النهر الذي ينحدر
مملوءا بالعيون والزعانف
وهذه الجبال الشاقة
ذات القمم المتوجة بالأصوات
وهذا السيد الملتهب ..
سيد النور الذي يتمتم بإزاء النار
قد أتينا يوما لرؤية هذه الأشياء
كيف يمكن للشرارة أن تكون سيدة النار؟
دوران الهواء الأخضر في البستان
أطراف أفعى البحر الواسع
ضوء الظهيرة في كل نبتة
في لمعان قرون النملة
الماء الحي الذي لا يتوقف
الماء الذي حراشفه
قطع من السماء
منحدرات عالية مزهرة
تتمزق فيها الرياح العنيفة
وفي الليل
في الجذع المحترق بجانب البحر
ضفيرة الشرارات
كيف يمكن أن يكون السهل لي؟
هو سيد وجهتي وعظامي
هو الحقيقة التي تبقى
هو الحقيقة التي ترقص في صدرها الأشباح الجذلى
تحتاج يوما شديد السحر
لترى الصروح الشامخة للريح
ظباء السماء المترددة
الجواميس التي تتحلل في الأخاديد الواسعة
وحب العيون الخمرية
وهي ترتعش بجانب الأنهار المخيفة
والغابات الحميمة الهامسة بالألغاز
تعالى وبلل بؤبؤي عينيك
في هذا البحر النائي
تأمل وجهات عقلك
وأنت تنظر إلى الأفعى الناعمة
التي لا شيء فيها خبيث
استأذن النبع لتشرب
في مياهه الهادئة
وأنت وحيد ـ تغنى عرفانا
حين تسرع فوق جوادك
باحثا عن التوت البري.
هو الليل
فلنشعل النيران في القمم
فعما قريب ينتهي هذا البرق
ولما تكمل الصخرة والنجوم حديثهما
عن ذكرياتهما العميقة